الأربعاء، 18 أغسطس 2010

حديث القلب مع القلوب



انا احب .. بل انا غارق في الحب حتى اذنايّ .. ولاني احب .. احس الان .." ولاول مرة " .. بالسلام والوئام والانسجام مع نفسي ومع الاخرين .. واكاد من فرط سعادتي بهذا الحب ان احتضن الكون .. واعانق العالم .. كل العالم .. فالحب شيء جميل .. بل هو أجمل الأشياء على الإطلاق .. ان لم يكن هو كل الأشياء الجميله في هذه الحياة .. ...


دعوني احاول ان اعرف الحب ..وتبقى محاولتي اجتهادا مني فلكل واحد منا تعريف للحب .. انه ذلك الاحساس الرائع الذي جمّلني .. فجعلني ابدو وسيما .. والشعور الدافئ الذي هذّبني .. فجعلني ابدو رقيقا .. وهو المعلم الصادق الذي ادبني .. فجعلني ابدو انسانا اخر غير الذي عرفت .. وشخصا اخر غير الذي ألفت .. وهو الذي علمني معنى الحياة .. ومعنى العطاء .. بانسانية الانسان .. لا شهوة الحيوان .. وضلالة الشيطان وغوايته ..ومع اننى كنت دائم البحث عن الحب .. الا اننى لم اجده قبل الان .. وكل الذي وجدته فيما مضى ظانا انه الحب .. لم يكن هو الحب .. وانما شيء اخر يشبهه .. وليس له منه الا اسمه .. الذي سطى عليه .. واغتصبه وادعاه لنفسه .. واقتبسه زورا وبهتانا .. دون وجه حق .. فهنالك حب .. وهنالك اشباه للحب .. والفرق بين الحب واشباهه كالبعد بين السماء والارض . لقد عرفت الان ان الحب الحقيقي هو الذي يبحث عن ضالته حتى يجدها .. وليس العكس .. وان كل الباحثين عن الحب .. هم في الحقيقة .. واهمون .. لانهم لن يظفروا به .. وانما سيقعون في اشباهه .. وان الاولى لمن اراد الحب .. ان ينتظره ويترقبه .. لا ان يسعى اليه ويطلبه .. فيكون بذلك كمن يرقض خلف السراب .. ولا يطلب الغيث من السحاب الذي يظلله .. والذي هو لا شك ماطره .. ان صبر وانتظر ..


وقد يُبتلى الحب بآفات كثيرة .. يمكن في الغالب تداركها وتجنبها .. والخلاص منها .. مهما كانت خطورتها وشدّتها .. الا آفة الكذب .. فهي المعضله التى لادواء لها .. ولا شفاء منها .. الا بالابتعاد عنها والوقايه منها .. فحيثما وُجد الكذب فر الحب الحقيقي .. والعكس صحيح .. وحيثما وُجد الكذب .. وجدت باقي الموبقات التى تفتك بالحب .. وتقضي عليه .. وتقتله .. مهما كانت شدته وقوته .. ومهما كان عمره ومدته .. لان الكذب هو الذي يؤدي للخيانه .. ويُعلم النذالة .. ويوصل الى طريق الندامة ..


ومع ان الحب الصادق شيء نادر .. الا انه موجود .. وهو الوحيد القادر على المجابهة والمقاومة والبقاء والصمود .. والاستمرار في الوجود .. وهو الوحيد القادر على الابهاج والاسعاد .. والارضاء والاقناع .. والامتاع والاشباع .. والارواء وتحقيق الاكتفاء .. وتوفير الامان والطمأنينة .. والاستقرار والسكينة .. على ان الصدق لايكون في الاحساس وحده .. وانما ايضا في التعامل والمعاملة .. والتعايش والمعاشرة .. حتى يكتمل صدقه .. ويتحقق مقصده ..


لكن هل سألتم أنفسكم عن أي حب أتحدث ... إنه حب الله والتقرب اليه .. إنه السلام الحقيقي الذي نبحث عنه جميعا .. حب الطاعات .. حب الوطن .. حب الأم ..حب أصدقائي وأحبابي لي ممن أفتخر بمعرفتهم وبقربهم مني , وغير ذلك كثير , كلها مجتمعة تمثل لي الحب في أرقى صوره وأطهر معانيه ..


لكن .. ولكن هذه غير التي سبقتها فبعدها اتركو مساحة لاّف علامات الاستفهام هل يمثل يوم 14 من شهر فبراير حقا عيدا للحب ؟! واجيبكم فاقول : هل هو حب في الله ومن اجل اللّه ؟ هل هو تجديد لحب الوالدين والمساكين ليبلغ الذروة ؟! هل هــو حب يقود إلى الفضيلة كالزواج , كلاّ إنّ هذا النّوع من الحب هو مدخل لطريق المعاصي والتعاسة والرّذيلة . أي حب هذا الذي يؤخذ من الضّالين الذين أشركوا مع اللّه في المحبّة حتّى قتلوا الإخلاص الذي هو شرط من شروط قبول عمل العبـد قال تعالى ((ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) البقرة(165), وهذا النوع من المحبّة هو اصل الشقاوة ورأسها والتي لا يبقى في العذاب إلاّ أهلها واللّه شديد العذاب . أي حب هذا الذي يؤخذ من أناس لا يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم . كيف للمسلم أن يحتفل بعيد لم يقرّه اللّه ورسوله بل أقرّه أناس تكاتفوا وتعاونوا على المستضعفين في الأرض فهجموا على ديارهم وسفكوا دمائهم ورملوا نسائهم ويتموا أطفالهم ونهبوا أموالهم واستخدموا كل أنواع الإجرام والبطش والظلم والفساد في الأرض .


وتأمَّلوا معي في رموز عيدِهم: صورة (كيوبيد) وهو طفل له جناحانِ، يحمل قوسًا ونشَّابًا، إنَّه إله الحبِّ عند الرومان، تعالى الله عن إفْكِهم علوًّا كبيرًا.الورود الحمْراء، والدِّبَبة الحمْراء، والبطاقات الحمراء، وهي تعني أنَّه لا حدود في العلاقات، ولا خطوطَ حَمراء في الصلات.أمَّا الحفلات والسَّهرات، فهي تعني الخَنَا والفجور، والبغْي والمجون. فكيْف نرضى أن نكون تبعًا لكلِّ ناعقٍ ونَحن أمَّة الشَّهادة؟! كيف نرضى بالهوان ونحن أمَّة الإسلام؟! كيف نرضى بالضَّلال بعد أن كنَّا هداة؟!


واخيرا .. بالحُبِّ تتآلفُ المجرَّة، وبالحبِّ تدوم المسرَّة، بالحبِّ ترتسم على الثَّغر البسمة، وتنطلِق من الفجِر النّسمة، وتشْدو الطيور بالنغمة، أرض بِلا حبٍّ صحراء، حديقة بلا حبٍّ جرْداء، ومُقْلة بلا حبٍّ عمْياء، وأُذُن بلا حبٍّ صمَّاء
 
دمتم بمحبة
ابن الوطن ../م.كارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق